غناءٌ كثَيفٌ !
رائِحةٌ الشِتَاءِ تمتّصُ الأزقّة
وذاكِرةُ الشجَر القديم
ترسمُ أغصاناً أكلتها الريحُ على ارصِفةِ الغناء
لا تُتعِب ألاغصانَ عند الودَاع
دعَها تلقي تحيةٌ زرقاءَ للهواء
ازرقٌ عُمري وشَالُها ازرق
كانَ لقاؤنا سريعاً كثيفاً كليلةٍ ناصعةِ الغياب
تسقطَ نجمةٌ عَلى سطَحِ منزلها
تدقّ جدرانَ منتصف الحُلم
تمسكَ قطَاراً من محطّته الاخيرة
تجسُّ ذراع الوقتِ المذهّب للصلاةِ
وتقفُ عارية من اشيائها القديمة
ليلةٌ للانتظار المؤقّت عند اول فجرٍ ينزّ من النافذة
قلتُ : لا تَغِب لتكَتمل
قال : ساكَتمل شجراً قليلَ الغناء
واغيب ..
حُزنٌ كثيف
لا تعتَرض سنبلة تنتظَرُ صِغَارها
كن ارضاً كثوب العرس
وجوعٍ البلابل لأغنيتها الاخيرة
فرحٌ كثيف
رائحِةُ الظلّ تكسر الهواء الرطَب
ترسمُ بيوتاً
جدراناً
اسماءً
اقلاماً
ارضاً
سماءً
شتاءً
وداعاً
خفيفاً
سريعاً
غناءً
مطَراً
ورقاً ..
على ورق !
علمُ تختلط ألالوانُ بهِ يغدَو قصيدةً للأزرق
وضحكات صِغار الليل
وبياضُ الملح في شقوق الخزانة
اشياؤنا الصغيرة تبحث عن منزلٍ
كي تلملم اشياءها وترحَل
بياضٌ كثيف
كنيسة في زاوية الحيّ تبكي من رحَلوا
ومآذن العشقِ تبكي من عادوا
تكتظّ بي الاشياء وتبعثرني ظلاً على وتر
اتعلّق بالاسماء والاشياء والاشلاء
كي اصَيرَ غناءً كثيفاً للشجَر
رحَيلٌ كثيف
للرائِحةِ رائحَة !
تتنفّس الهواءَ العائدَ من البحَر
ويتعبني الحقلُ في النشيدِ
والقلبُ يبعَثرني ويهَزِمني
ويتركني ظلاً لرائِحة الحجر البعيدِ
بكَاءٌ كثيف
لابكَاء الأن .. جُرحِت العيون !
وعادت الطيور الى منازلها مبتسمة
لاتعشق الاشجار كثيراً
انتَ غصنٌ زائدٌ سقط فرحاً عن القصيدة
لا تُشِحْ بقَلبكَ عنّي
دقّني على مسمارٍ على ارضِ الجدار
ولا تلقِ قصيدتي جانباً
ستجفّ واجفّ من الانتظَارِ
علوّ كثيف
" تكبر حبّة المطَرِ لتُصبِحَ نهداً " !
حقيبة تفيضُ بالاشجار
وشعَرها مازال على كتفي
دعَي شعَركِ ينامُ دعَيهِ
لا توقظِي طفولة البرد فيهِ
كلّ شيء يستحيلُ الى رماد
الا الحُزن َ فهو عرقٌ يسيلُ على الاجسَاد !
بكاءٌ كثيف
كلّ شيء ازرق
والشجر واقفٌ امامي يلّوح لي بازدراء
تحملني الغيمة من زمن الى زمن وتنهض بي الارض ورقاً
كيف سأصبحٌ وتراً دون غناء ؟
جنازةُ الشجرةٍ العارية تأتي اليّ .. و ابكي
حيثُ لا استطيع البكاء
كلّ شيء في الحلم ينتهي حتّى الشيءُ ..
حامضُ بكاؤنا خلف السماء
وهاديءٌ فطام ذكرياتنا
و وداعٌ هو اللقاء !
اللقاءٌ الكثيف ..
وداعٌ وذاكرِة
ملحٌ وخاصِرة
لوزٌ وشاعِرة
و انا غائِبٌ ..
و الارضٌ- انتِ -
حبّة ُ قمح ٍ ثائرة
ودَاعٌ خفيف
كطَعم اللقاء واكثَر
هو الوداع .
مقهَى غريب يزدحَمُ باللوحاتِ والذكريات
يلقي عليهم تحيّة من بعيد
يمضي الى نبيذ يتنسدلُ من ازرار قميصها
لا تتذكّر لتنسى !
كنّ واقعياً وشاعراً وقصيدةً لشتائِها
ولا تنسَ ان تغطّي ساق شجرة في المساء
واذهب بهدوءٍ الى قلبها
خفيفاً تحمل لها الزرقة والشتاء
ولا تقطف الورد عن قَلبها ،
جمّع ثلجَكَ وحدَك
كنّ وفياً لنبيذها ولا تتعجّل بالوداع
كن وداعاً يليق بخيبتكما
ضع قبلة على الجدار
علّق اسميكما على الوقت
وامَض ِ انت وهي الى حقلٍ
فالحقَلُ حقلُ دموعك َ
والوداعُ وداع ُ وداعِكَ عنها وعنكَ
لا تهمل وردة ً نسيت وردها
ولا تنسَ ان تقطِفَ لها شجرة ً نسيت اغصانها
كنّ كما تريدُ ان تكون :
وتراً او قمراً
ولا تنسَى نصيبك من الودَاع ِ
وكنّ كما وددت ان تكونَ : قصيدةً بعيدةً
او شَال ذكرياتٍ على كتفها ..
و عند المساءِ :
كنّ وفياً لكَ ولها !
__
الى تلك الاحرف المبعثَرة ، آن ان نلتَقي في اسم !
* جاد الاسعد
عمّان
رائِحةٌ الشِتَاءِ تمتّصُ الأزقّة
وذاكِرةُ الشجَر القديم
ترسمُ أغصاناً أكلتها الريحُ على ارصِفةِ الغناء
لا تُتعِب ألاغصانَ عند الودَاع
دعَها تلقي تحيةٌ زرقاءَ للهواء
ازرقٌ عُمري وشَالُها ازرق
كانَ لقاؤنا سريعاً كثيفاً كليلةٍ ناصعةِ الغياب
تسقطَ نجمةٌ عَلى سطَحِ منزلها
تدقّ جدرانَ منتصف الحُلم
تمسكَ قطَاراً من محطّته الاخيرة
تجسُّ ذراع الوقتِ المذهّب للصلاةِ
وتقفُ عارية من اشيائها القديمة
ليلةٌ للانتظار المؤقّت عند اول فجرٍ ينزّ من النافذة
قلتُ : لا تَغِب لتكَتمل
قال : ساكَتمل شجراً قليلَ الغناء
واغيب ..
حُزنٌ كثيف
لا تعتَرض سنبلة تنتظَرُ صِغَارها
كن ارضاً كثوب العرس
وجوعٍ البلابل لأغنيتها الاخيرة
فرحٌ كثيف
رائحِةُ الظلّ تكسر الهواء الرطَب
ترسمُ بيوتاً
جدراناً
اسماءً
اقلاماً
ارضاً
سماءً
شتاءً
وداعاً
خفيفاً
سريعاً
غناءً
مطَراً
ورقاً ..
على ورق !
علمُ تختلط ألالوانُ بهِ يغدَو قصيدةً للأزرق
وضحكات صِغار الليل
وبياضُ الملح في شقوق الخزانة
اشياؤنا الصغيرة تبحث عن منزلٍ
كي تلملم اشياءها وترحَل
بياضٌ كثيف
كنيسة في زاوية الحيّ تبكي من رحَلوا
ومآذن العشقِ تبكي من عادوا
تكتظّ بي الاشياء وتبعثرني ظلاً على وتر
اتعلّق بالاسماء والاشياء والاشلاء
كي اصَيرَ غناءً كثيفاً للشجَر
رحَيلٌ كثيف
للرائِحةِ رائحَة !
تتنفّس الهواءَ العائدَ من البحَر
ويتعبني الحقلُ في النشيدِ
والقلبُ يبعَثرني ويهَزِمني
ويتركني ظلاً لرائِحة الحجر البعيدِ
بكَاءٌ كثيف
لابكَاء الأن .. جُرحِت العيون !
وعادت الطيور الى منازلها مبتسمة
لاتعشق الاشجار كثيراً
انتَ غصنٌ زائدٌ سقط فرحاً عن القصيدة
لا تُشِحْ بقَلبكَ عنّي
دقّني على مسمارٍ على ارضِ الجدار
ولا تلقِ قصيدتي جانباً
ستجفّ واجفّ من الانتظَارِ
علوّ كثيف
" تكبر حبّة المطَرِ لتُصبِحَ نهداً " !
حقيبة تفيضُ بالاشجار
وشعَرها مازال على كتفي
دعَي شعَركِ ينامُ دعَيهِ
لا توقظِي طفولة البرد فيهِ
كلّ شيء يستحيلُ الى رماد
الا الحُزن َ فهو عرقٌ يسيلُ على الاجسَاد !
بكاءٌ كثيف
كلّ شيء ازرق
والشجر واقفٌ امامي يلّوح لي بازدراء
تحملني الغيمة من زمن الى زمن وتنهض بي الارض ورقاً
كيف سأصبحٌ وتراً دون غناء ؟
جنازةُ الشجرةٍ العارية تأتي اليّ .. و ابكي
حيثُ لا استطيع البكاء
كلّ شيء في الحلم ينتهي حتّى الشيءُ ..
حامضُ بكاؤنا خلف السماء
وهاديءٌ فطام ذكرياتنا
و وداعٌ هو اللقاء !
اللقاءٌ الكثيف ..
وداعٌ وذاكرِة
ملحٌ وخاصِرة
لوزٌ وشاعِرة
و انا غائِبٌ ..
و الارضٌ- انتِ -
حبّة ُ قمح ٍ ثائرة
ودَاعٌ خفيف
كطَعم اللقاء واكثَر
هو الوداع .
مقهَى غريب يزدحَمُ باللوحاتِ والذكريات
يلقي عليهم تحيّة من بعيد
يمضي الى نبيذ يتنسدلُ من ازرار قميصها
لا تتذكّر لتنسى !
كنّ واقعياً وشاعراً وقصيدةً لشتائِها
ولا تنسَ ان تغطّي ساق شجرة في المساء
واذهب بهدوءٍ الى قلبها
خفيفاً تحمل لها الزرقة والشتاء
ولا تقطف الورد عن قَلبها ،
جمّع ثلجَكَ وحدَك
كنّ وفياً لنبيذها ولا تتعجّل بالوداع
كن وداعاً يليق بخيبتكما
ضع قبلة على الجدار
علّق اسميكما على الوقت
وامَض ِ انت وهي الى حقلٍ
فالحقَلُ حقلُ دموعك َ
والوداعُ وداع ُ وداعِكَ عنها وعنكَ
لا تهمل وردة ً نسيت وردها
ولا تنسَ ان تقطِفَ لها شجرة ً نسيت اغصانها
كنّ كما تريدُ ان تكون :
وتراً او قمراً
ولا تنسَى نصيبك من الودَاع ِ
وكنّ كما وددت ان تكونَ : قصيدةً بعيدةً
او شَال ذكرياتٍ على كتفها ..
و عند المساءِ :
كنّ وفياً لكَ ولها !
__
الى تلك الاحرف المبعثَرة ، آن ان نلتَقي في اسم !
* جاد الاسعد
عمّان
0 التعليقات:
إرسال تعليق